أما قول أحد الأنصار: " لا نبايع إلا عليا " فلا يخرج عن كونه ترشيحا لعلي من قبل أحد المسلمين ولا ينكر أحد أهلية علي عليه السلام لهذا الترشيح إذ أن الرجل لم يحتج بحديث الغدير أو آية قرآنية دالة على وجوب نصب علي.
4 - استدل المؤلف الفاضل بتأمير أسامة بن زيد وتخلف وجوه المهاجرين وفيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة عن اللحاق بجيشه على الرغم من تشديد النبي عليهم في الخروج - على رغبة الرسول في إبعاد من يطمع في الخلافة عن المدينة وفي تهيئة المسلمين لقبول (قاعدة الكفاية).
إن رسول الله (ص) لم تكن تأخذه في الحق لومة لائم وهذا التدبير أشبه بتدبير الضعفاء منه بتدبير الأنبياء فمن كان يدري النبي - وقد تمت البيعة لعلي - في غياب جيش أسامة ووجوه المهاجرين والأنصار - إن القائد وجيشه وقد علموا بوفاة النبي وبالغاية التي أرسلوا من أجلها في ذلك الظرف الحرج وبنفاذ المؤامرة في تعيين علي للخلافة، من كان يدريه أنهم لا يولون الخلافة من يريدون وليس في عنقهم بيعة لأحد ثم يحتلون المدينة بالقوة ويعود التدبير الذي ظنه المؤلف الفاضل حكيما شرا على المسلمين جميعا فإن من يخالف أمر النبي وهو في المدينة لا يعجزه أن يخالفه وهو في جيش يؤيده في رأيه.
إن حياة الرسول (ص) كلها تدل على أنه لم يكن يرهب القوة في سبيل نشر الدعوة وتبليغ أوامر الله فقد كان في مكة