ليناهض بهم القوم ومرة يرى وجوب نصرهم ويحشرهم مع أهل الإسلام، أو تراه لو وجد أربعين ذوي عزم ثم ناهض بهم القوم أما كان ذلك هدما للإسلام أو ثلما له، إذ من كان يضمن النصر له فالأمة مجمعة على أن جيش يزيد كان مبطلا وكان جيش الحسين محقا ومع ذلك جاء الباطل وزهق الحق.
وإذا صح أن مالكا بن نويرة قد رفض بيعة أبي بكر لأنه لم يرى البيعة إلا لعلي أما تكون الحجة قد قامت بوجود الناصر فلا شك أن مالكا كان من ذوي العزم الذين كان الإمام يود وجودهم.
ثم كيف يتفق قوله: " فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما "، مع ما ذهب إليه المؤلف الفاضل من تقاعسه عن نصرة الخلفاء وعدم التعاون معهم إلا بمقدار، فإن كل معاونة باليد أو باللسان نصر للإسلام وأهله وأي تباطؤ عن ذلك ثلم له.
فلو علم الإمام عليه السلام أن الإسلام يعز بالعمل الفلاني أو القول الفلاني ثم أحجم عن الفعل أو القول لكان خاذلا للإسلام ولأهله.
ولم أر في عيوب الناس عيبا * كعيب القادرين على التمام لذلك فأنا أشك في صحة نسبة الأقوال المذكورة للإمام فأبو الحسن أجل في نفسي من ذلك ليس هو دون خالد بن الوليد حين