وحيدا وفي قريش أمثال عمر وأبي لهب وأبي جهل فلم يمنعه ذلك من تسفيه أحلامهم والكفر بآلهتهم وفعل كل ما من شأنه استجلاب غضبهم فإذا كان الله قد أمره بقوله: " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من أمر ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " بتعيين علي للخلافة فلا عمر ولا غيره كان يمكن أن يحول بين رسول الله وتنفيذ أمر الله وما كان يمكن أن يترك النبي تنفيذ هذا الأمر الذي فيه صلاح الدين وبقاؤه إلى أحاديث تحمل معاني مختلفة وتدابير يذهب في تأويلها كل واحد مذهبا فأمر الخلافة كما تعتقدون من أسس الدين فكان يجب - وقد علم النبي بدنو أجله - وعلم كذلك لما ينتظر أمته من فتن كقطع الليل المظلم ورأى مواقع الفتن خلال بيوت المدينة كمواقع القطر - يجب وقد علم كل ذلك أن يأخذ البيعة لعلي في حياته ويتخذ من التدابير ما يحول بين أمته وبين الفتن وهو قد بعث رحمة للعالمين وإلا فليس نبي أضيع جهدا منه فقد أذهب حياته في هدى أمة ما لبثت أن أخذت طريقها من بعده إلى النار.
5 - حديث (هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا). لا شك في وضعه أبدا على الرغم من رواية أئمة الحديث له إذ لا يخلو أن يكون ما أراد النبي كتابته حديثا أو قرآنا وقد ظل النبي ثلاثا وعشرين سنة يتحدث ويوحي إليه بالقرآن فلم نره أمر بكتابة شئ من الحديث أما القرآن فلم يكن النبي يقول " هلموا أكتب لكم " بل كان يخبرهم بنزول