ويعتقد السنة والشيعة أن جميع ما صح عن النبي يجب الأخذ به باعتباره وحيا من الله ولكننا نرى أن النبي أمر بكتابة القرآن علما منه بأن كل ما اعتمد في حفظه على الذاكرة اعتوره النسيان أو التحريف بزيادة أو نقصان ولم نسمع أنه أمر أحدا بكتابة الحديث فإذا كان الحديث وحيا من الله كالقرآن فلماذا لم يكن قرآنا؟ وأي فرق بين وحي الحديث ووحي القرآن؟
إن عدم تدوين الحديث أدى إلى الاختلاف الذي نراه الآن فليس من حديث صح عند السنة إلا وجد فيه الشيعة مجالا للطعن والعكس صحيح أفيمكن أن يبنى دين موحد على حديث يصدقه أناس ويكذبه آخرون، ولكن الفرق الإسلامية كلها متفقة على أن القرآن الذي بين أيديها صورة صحيحة للوحي المنزل على رسول الله ولا عبرة ببعض الأقوال المنسوبة إلى أناس زعموا أن القرآن قد حذف منه كل ما كان فيه مدح لآل البيت.
أريد أن أخلص من هذه المقدمة إلى القول بأن أمر الخلافة وهي من الأهمية بحيث صورها مؤلف السقيفة الفاضل لا يعقل أن يترك أمرها إلى حديث كحديث الغدير لا تكاد الصحابة تسمعه حتى ينساه أكثرهم ويذهب في تأويله الآخرون مذاهب مختلفة، أفما كان ينبغي والأمر بهذه الأهمية أن ينزل فيها قرآنا. صحيح " أن الله لا يسأل عما يفعل وهم