لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٢٩
على ذلك وان اجتمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا تذهب به مروؤتك ولا فضلك اني أخاف عليك ان تدخل مصرا من هذه الأمصار فيختلف الناس بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتلون فتكون لأول الأسنة غرضا فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا واما أضيعها دما وأذلها أهلا فقال له الحسين عليه السلام فأين اذهب يا أخي قال تخرج إلى مكة فان اطمأنت بك الدار بها فذاك وان تكن الأخرى خرجت إلى بلاد اليمن فأنهم أنصار جدك وأبيك وهم أرأف الناس وأرقهم قلوبا وأوسع الناس بلادا فأن اطمأنت بك الدار والا لحقت بالرمال وشعف (1) " وشعوب خ ل " الجبال وجزت من بلد إلى بلد حتى تنظر ما يؤول إليه أمر الناس ويحكم الله بيننا وبين القوم الفاسقين فإنك أصوب ما تكون رأيا حين تستقبل الامر استقبالا فقال الحسين عليه السلام يا أخي والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية فقطع محمد بن الحنيفة عليه الكلام وبكي فبكى الحسين عليه السلام معه ساعة ثم قال أخي جزاك الله خيرا فقد نصحت وأشفقت وأرجو ان يكون رأيك سديدا موفقا وانا عازم على الخروج إلى مكة وقد تهيأت لذلك انا واخوتي وبنو أخي وشيعتي

(1) الشعف كغرف والشعاف جمع شعفه كغرفه رأس الجبل " منه "
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»