لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٢٨
في منامه ينظر إلى جده ويقول يا جداه لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا فخذني إليك وادخلني معك في قبرك فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله لابد لك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة وما قد كتبت الله لك فيها من الثواب العظيم فإنك وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنة فانتبه الحسين (ع) من نومه فزعا مرعوبا فقص رؤياه على أهل بيته وبنى عبد المطلب فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق ولا مغرب قوم أشد غما من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ولا أكثر باك ولا باكية منهم ولما عزم الحسين عليه السلام على الخروج من المدينة مضى في جوف الليل إلى قبر أمه فودعها ثم مضى إلى قبر أخيه الحسن (ع) ففعل كذلك وخرج معه بنو أخيه واخوته وجل أهل بيته الا محمد بن الحنفية فإنه لما علم عزمه على الخروج من المدينة لم يدر أين يتوجه فقال له يا أخي أنت أحب الناس إلي وأعزهم علي ولست والله ادخر النصيحة لاحد من الخلق وليس أحد أحق منك لأنك مزاج مائي ونفسي وروحي وبصري وكبير أهل بيتي ومن وجبت طاعته في عنقي لان الله قد شرفك علي وجعلك من سادات أهل الجنة تنح ببيعتك عن يزيد وعن الأمصار ما استطعت ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك فأن بايعك الناس وبايعوا لك حمدت الله
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»