لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٢٦
هذا رأيك فقد أصبحت فيما صنعت يقول هذا وهو غير حامد له على راية فأقام الحسين عليه السلام في منزله تلك الليلة وهي ليلة السبت لثلاث بقين من رجب سنة ستين فلما أصبح خرج من منزله يستمع الاخبار فلقيه مروان فقال له يا أبا عبد الله اني لك ناصح فأطعني ترشد فقال الحسين عليه السلام وما ذاك قل حتى اسمع فقال مروان اني امرك ببيعة يزيد بن معاوية فإنه خير لك في دينك ودنياك فقال الحسين عليه السلام انا لله وانا عليه راجعون وعلى الاسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد ولقد سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الخلافة محرمة على آل أبي سفيان وطال الحديث بينه وبين مروان حتى انصرف مروان وهو غضبان فلما كان اخر نهار السبت بعث الوليد الرجال إلى الحسين عليه السلام ليحضر فيبايع فقال لهم الحسين (ع) أصبحوا ثم ترون ونرى فكفوا تلك الليلة عنه ولم يلحوا عليه فخرج في تلك الليلة وقيل في غداتها وهي ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب متوجها نحو مكة (1) وقال محمد بن أبي طالب

(1) قال ابن نما ان توجهه إلى مكة كان لثلاث مضين من شعبان وستعرف ان وصوله عليه السلام إلى مكة كان بذلك التاريخ ولعله وقع اشتباه بينهما كما أن ابن نما قال إن وصول كتاب يزيد إلى الوليد كان في أول شعبان ومقتضي ما تقدم ان يكون وصوله في أواخر رجب لثلاث أو أربع بقين منه " منه "
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»