لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٢٧
خرج الحسين (ع) من منزلة ذات ليلة واقبل إلى قبر جده صلى الله عليه وآله فقال السلام عليك يا رسول الله انا الحسين بن فاطمة فرخك وابن فرختك وسبطك الذي خلفتني في أمتك فاشهد عليهم يا نبي الله انهم قد خذلوني وضيعوني ولم يحفظوني وهذه شكواي إليك حتى ألقاك ثم قام فصف قدميه فلم يزل راكعا وساجدا فلما كانت الليلة الثانية خرج إلى القبر أيضا وصلى ركعات فلما فرغ من صلاته جعل يقول اللهم هذا قبر نبيك محمد وانا ابن بنت نبيك وقد حضرني من الامر ما قد علمت اللهم إني أحب المعروف وأنكر المنكر وانا أسألك يا ذا الجلال والاكرام بحق القبر ومن فيه الا اخترت لي ما هو لك رضا ولرسولك رضا ثم جعل يبكى عند القبر حتى إذا كان قريبا من الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى فإذا هو برسول الله (ص) قد اقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله وبين يديه حتى ضم الحسين (ع) إلى صدره وقبل بين عينيه وقال حبيبي يا حسين كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك مذبوحا بأرض كرب وبلاء من عصابة من أمتي وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى وظلمان لا تروى وهم مع ذلك يرجون شفاعتي لا انا لهم الله شفاعتي يوم القيامة حبيبي يا حسين ان أباك وأمك وأخاك قدموا علي وهم مشتاقون إليك وان لك في الجنان لدرجات لا تنالها الا بالشهادة فجعل الحسين (ع)
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»