أمرهم امرى ورأيهم رأيي واما أنت يا أخي فلا عليك ان تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم لا تخفي عنى شيئا من أمورهم ثم دعا الحسين عليه السلام بداوة وبياض وكتب هذه الوصية لأخيه محمد بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسن بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنيفة ان الحسين عليه السلام يشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله جاء بالحق من عند الحق وان الجنة حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور واني لم اخرج أشر أولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين وهذه وصيتي يا أخي إليك وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب ثم طوى الكتاب وختمه بخاتمة ثم دفعه إلى أخيه محمد ثم ودعه وخرج من المدينة وأقبلت نساء بني عبد المطلب فاجتمعن للناحية لما بلغهن ان الحسين عليه السلام يريد الشخوص من المدينة حتى مشى فيهن الحسين " ع " فقال أنشد كن الله ان تبدين هذا الامر معصية الله ولرسوله قالت له نساء بني عبد المطلب فلمن نستبقي النياحة والبكاء فهو عندنا
(٣٠)