لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٣١
كيوم مات فيه رسول صلى الله عليه وآله وفاطمة والحسن ورقية وزينب وأم كلثوم جعلنا الله فداك من الموت يا حبيب الأبرار من أهل القبور وأقبلت بعض عماته تبكى وتقول اشهد يا حسين لقد سمعت الجن ناحت بنوحك وهم يقولون وان قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت واتته أم سلمة فقالت يا بني لا تحزن بخروجك إلى العراق فاني سمعت جدك (ص) يقول يقتل ولدى الحسين بأرض العراق بأرض يقال لها كربلا فقال لها يا أماه وانا والله أعلم ذلك واني مقتول لا محالة وليس لي من هذا بد واني والله لا عرف اليوم الذي اقتل فيه واعرف من يقتلني وأعرف البقعة التي أدفن فيها وأعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي وان أردت يا أماه أريك حفرتي ومضجعي ثم أشار إلى جهة كربلا فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره وموقفه ومشهده فعند ذلك بكت أم سلمة بكاء شديدا وسلمت أمرها إلى الله تعالى فقال لها يا أماه قد شاء الله ان يراني مقتولا مذبوحا ظلما وعدوانا وقد شاء ان يرى حرمي ورهطي ونسائي مشردين وأطفالي مذبوحين مأسورين مظلومين مقيدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا ولا معينا وخرج عليه السلام من المدينة في جوف الليل وهو يقرأ فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»