لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٣٢
الظالمين ولزم الطريق الأعظم فقال له أهل بيته لو تنكبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب فقال لا والله لا أفارقه حتى يقضي الله ما هو قاض فلقيه عبد الله بن مطيع فقال له جعلت فداك أين تريد قال اما الان فمكة واما بعد فأنى أستخير الله قال خار الله لك وجعلنا فداك فإذا اتيت مكة فإياك ان تقرب الكوفة فإنها بلدة مشؤومة بها قتل أبوك وخذل أخوك واغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه الزم الحرم فأنت سيد العرب لا يعدل بك أهل الحجاز أحدا ويتداعى إليك الناس من كل جانب لا تفارق الحرم فداك عمي وخالي فوالله لئن هلكت لنسترقن بعدك وكان دخوله عليه السلام إلى مكة يوم (ليلة خ ل) الجمعة لثلاث مضين من شعبان فيكون مقامه في الطريق نحوا من خمسه أيام لأنه خرج من المدينة لليلتين بقيتا من رجب كما مر ودخلها وهو يقرأ ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل فأقام بمكة باقي شعبان وشهر رمضان وشوالا وذا القعدة ثماني ليال من ذي الحجة واقبل أهل مكة ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق يختلفون إليه وابن الزبير بها قد لزم جانب الكعبة وهو قائم يصلي عندها عامة النهار ويطوف ويأتي الحسين عليه السلام فيمن يأتيه اليومين المتواليين وبين كل يومين مرة ولا يزال يشير عليه بالرأي وهو أثقل خلق الله على ابن الزبير لأنه قد علم أن أهل
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»