لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٣٤
رضا منها ثم قتل خيارها واستسقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وعتاتها فبعدا له كما بعدت ثمود وانه ليس علنا امام غيرك فاقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق والنعمان بن بشير في قصر الامارة ولسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ولو قد بلغنا انك أقبلت أخرجناه حتى يلحق بالشام أن شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة الله وبركاته يا ابن رسول الله وعلى أبيك من قبلك ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وقيل إنهم سرحوا الكتاب مع عبد الله بن مسمع الهمداني وعبد الله بن وال وأمروهما بالنجاء فخرجا مسرعين حتى قدما على الحسين عليه السلام بمكة لعشر مضين من شهر رمضان ثم لبثوا يومين وانفذوا قيس بن مسهر الصيداوي (1) وعبد الرحمن بن عبد الله بن شداد الأرحبي وعمارة بن عبد الله السلولي إلى الحسين عليه السلام ومعهم نحو مائة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والأربعة وهو مع ذلك يتأنى ولا يجيبهم فورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب وتواترت الكتب حتى اجتمع عنده في نوب متفرقة اثنا عشر الف كتاب ثم لبثوا يومين آخرين وسرحوا إليه هاني بن

(1) أحد بني صيدا قبيلة من بنى أسد وإياهم عنى الشاعر بقوله يا بنى الصيداء ردوا فرسي * إنما يفعل هذا بالذليل " منه "
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»