لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٤٠
أمري أهدكم سبيل الرشاد فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد فلما حضروا قال يا بنى تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم فقالوا بخ بخ أنت والله فقره الظهر ورأس الفخر حللت في الشرف وسطا وتقدمت فيه فرطا قال فاني قد جمعتكم لأمر أريد ان أشاوركم فيه وأستعين بكم عليه فقالوا انا والله نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأي فقل حتى نسمع فقال أن معاوية مات فأهون به والله هالكا ومفقودا الا وانه قد انكسر باب الجور والاثم وتضعضعت أركان الظلم وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا ظن أن قد احكمه وهيهات الذي أراد اجتهد والله ففشل وشاور فخذل وقد قام ابنه يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدعي الخلافة على المسلمين ويتأمر عليهم بغير رضى منهم مع قصر حلم وقلة علم لا يعرف من الحق موطئ قدميه فاقسم بالله قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين وهذا الحسين بن علي بن رسول الله صلى الله عليه وآله ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل له فضل لا يوصف وعلم لا ينزف وهو أولى بهذا الامر لسابقته وسنه وقدمه وقرابته يعطف على الصغير ويحنو على الكبير فأكرم به راعي رعيه وامام قوم وجبت لله به الحجة وبلغت به الموعظة فلا تعشوا عن نور الحق ولا تسكعوا (1)

(1) التسكع التمادي في الباطل " منه "
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»