لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ١٦
ولدا للحسين (عليه السلام) الحمد فلما قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار وألف حلة وحشا فاه درا فقيل له في ذلك فقال وأين يقع هذا من عطائه يعني تعليمه وانشد الحسين (عليه السلام) إذا جادت الدنيا عليك فجد بها * على الناس طرا قبل ان تتفلت فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت * ولا البخل يبقيها إذا ما تولت ومر (عليه السلام) بمساكين وهم يأكلون كسر أعلى كساء فسلم عليهم فدعوه إلى طعامهم فجلس معهم وقال لولا أنه صدقة لا كلت معكم ثم قال قوموا إلى منزلي فأطعمهم وكسا هم وامر لهم بدار هم ودخلت على الحسين (عليه السلام) جارية فحيته بطاقة ريحان فقال لها أنت حرة لوجه الله تعالى فقيل له تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها قال كذا أدبنا الله قال الله تعالى وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها وكان أحسن منها عتقها وقال عليه السلام صاحب الحاجة لم يكر م وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن رده وجاء اعرابي إلى الحسين بن علي عليهما السلام فقال يا ابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائها فقلت في نفسي اسأل أكرم الناس وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال الحسين (عليه السلام) يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل فأن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال وان أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال وان أجبت عن الكل أعطيتك الكل فقال الاعرابي يا ابن رسول الله
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»