لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٣٧
دليلين من قيس فاقبل به يتنكبان الطريق وأصابهما عطش شديد فعجزا عن السير فأوما له إلى سنن الطريق بعد أن لاح لهما ذلك فسلك مسلم ذلك السنن ومات الدليلان عطشا فكتب مسلم إلى الحسين عليه السلام من الموضع المعروف بالضيق مع قيس بن مسهر اما بعد فأنى أقبلت من المدينة مع دليلين فحادا عن الطريق فضلا واشتد علينا العطش فلم يلبثا ان ماتا واقبلنا حتى انتهينا إلى الماء فلم ننج الا بحشاشة أنفسنا وذلك الماء بمكان يدعى المضيق من بطن الخبت وقد تطيرت من توجهي هذا فأن رأيت أعفيتني منه وبعثت غيري والسلام فكتب إليه الحسين عليه السلام اما بعد فقد خشيت ان لا يكون حملك على الكتاب إلي في الاستعفاء من الوجه الذي وجهتك له الا الجبن فامض لوجهك الذي وجهتك فيه والسلام فلما قرأ مسلم الكتاب قال اما هذا فلست أتخوفه على نفسي فاقبل حتى مر بماء لطئ فنزل ثم ارتحل عنه فإذا برجل يرمي الصيد فنظر إليه وقد رمى ظبيا حين أشرف له فصرعه فقال مسلم نقتل عدونا إن شاء الله ثم اقبل حتى دخل الكوفة فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي وقيل في غيرها وأقبلت الشيعة تختلف إليه فكلما اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين عليه السلام وهم يبكون وبايعه الناس حتى بايعة منهم ثمانية عشر ألفا وفي رواية اثنا عشر ألفا فكتب
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»