ولكني حملت بها حقوقا * أخاف لثقلهن من العقوق فسر يا با الفضائل بي رويدا * فلست أطيق كفران الحقوق وحمل ما أطيق به نهوضا * فان الرفق أنسب بالصديق فقد صيرتني لعلاك رقا * ببرك بل أرق من الرقيق وكتب بعدها نثرا من جملته:
ولست أدري كيف سوغ لنفسه الكريمة مع حنوه على إخوانه، وشفقته على أوليائه وخلانه إثقال كاهلي بما لا يطيق الرجال حمله، بل تضعف الجبال أن تقله، حتى صيرني بالعجز عن مجازاته أسيرا، ووقفني في ميدان محاوراته حسيرا، فما أقابل ذلك البر الوافر، ولا أجازي ذلك الفضل الغامر، وإني لأظن كرم عنصره، وشرف جوهره، على إفاضة فضله، وإن أصاب به غير أهله.
أو كأنه مع هذه السجية الغراء، والطوية الزهراء استملى بصحيح فكرته و سليم فطرته الولاء من صفحات وجهي، وفلتات لساني، وقرأ المحبة من لحظات طرفي، ولمحات شاني، فلم ترض همته العلية عن ذلك الايماء بدون البيان، ولم يقتنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلا بالعيان، فحرك ذلك منه بحرا لا يسمح إلا بالدرر، وحجرا لا يترشح بغير الفقر، وإنما أستمد من إنعامه الاقتصار على ما يطوع به من البر حتى أقوم بما وجب علي من الشكر إنشاء الله.
ويروي شيخنا الشهيد الأول ره عن الشيخين الجليلين نجم الدين جعفر و نجيب الدين يحيى ابني سعيد من طريقين أعلى مما سبق:
أما عن المحقق فذكر والدي قدس سره أن الشهيد - ره - يروي عن الشيخ الامام البليغ جلال الدين محمد ابن الشيخ الامام ملك الأدباء شمس الدين محمد بن الكوفي الهاشمي الحايري عن المحقق - ره - بغير واسطة، وأما عن الشيخ يحيى فوجدت بخط الشيخ جلال الدين أبي محمد الحسن ابن الشيخ نظام الدين أحمد ابن الشيخ الامام نجيب الدين محمد بن نما الحلي أنه أجاز لشيخنا الشهيد جميع ما أجاز له روايته الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، فهو يروي عنه بغير واسطة.