شرفها الله تعالى وهو كعبتها الثانية، تستلم أركانه كما تستلم أركان البيت العتيق، و وتستسنم أخلاقه كما يستسنم المسك الفتيق، يعتقد الحجيج قصده من غفران الخطايا وينشد بحضرته تمام الحج أن تقف المطايا.
ولقد رأيته بها وقد أناف على التسعين، والناس تستعين به ولا يستعين، والنور يسطع من أسارير جبهته، والعز يرتع في ميادين جلهته، ولم يزل بها إلى أن دعى فأجاب، وكأنه الغمام أمرع البلاد فانجاب، وكان وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وستين وألف - ره -.
الشيخ حسن (1) بن الشيخ زين الدين الشهيد الشامي العاملي.
شيخ المشايخ الجلة ورئيس المذهب والملة، الواضح الطريق والسنن، والموضح الفروض والسنن، يم العلم الذي يفيد ويفيض، وجم الفضل الذي لا ينضب ولا يغيض المحقق الذي لا يراع له يراع، والمدقق الذي راق فضله وراع، المتفنن في جميع الفنون، والمفتخر به الآباء والبنون، قام مقام والده في تمهيد قواعد الشرايع وشرح الصدور بتصنيفه الرائق وتأليفه الرائع، فنشر للفضائل حللا مطرزة الأكمام، وماط عن مباسم أزهار العلوم لثام الأكمام، وشنف المسامع بفرائد الفوائد، وعاد على الطلاب بالصلات والعوائد.