وأيم الله إنه لا يقدر على هذا إلا مؤمن من أهل الجنة، فمن فعل استغفرت له الملائكة وسمي في السماوات صديق الله في الأرض، وكان موته موت الشهداء، وكان في الشهداء رفيق الخضر عليه السلام.
بيان: هذا الخبر مع ضعف سنده ظاهره مخالف لساير الاخبار، وأقوال الأصحاب، بل الاجماع، ويمكن حمله على القضاء المظنون أو على ما إذا أتى بالقدر المتيقن أو على ما إذا أتى بما غلب على ظنه الوفاء، فتكون هذه الصلاة لتلافي الاحتمال أو الضعيف على حسب ما مر من الوجوه، وأما القضاء المعلوم فلابد من الاتيان بها والخروج منها على ما مر، ولا يمكن التعويل على مثل هذا الخبر وترك القضاء.
16 - مشكاة الأنوار: نقلا من كتاب المحاسن، عن أخي حماد بن بشير قال: كنت عند عبد الله بن الحسن وعنده أخوه حسن بن الحسن فذكرنا أبا عبد الله عليه السلام فنال من فقمت من ذلك المجلس فأتيت أبا عبد الله عليه السلام ليلا فدخلت عليه وهو في فراشه قد أخذ الشعار فخبرته بالمجلس الذي كنا فيه وما يقول حسن، فقال: يا جارية ضعي لي ماء فاتي به فتوضأ وقام في مسجد بيته فصلى ركعتين ثم قال: يا رب إن فلانا أتاني بالذي أتاني عن الحسن، وهو يظلمني، وقد غفرت له فلا تأخذه ولا تقايسه يا رب " قال فلم يزل يلح في الدعاء على ربه ثم التفت إلى فقال: انصرف رحمك الله، فانصرف ثم زاره بعد ذلك (1).
ومنه: عن حماد اللحام قال: أتى رجل أبا عبد الله عليه السلام فقال إن فلانا ابن عمك ذكرك فما ترك شيئا من الوقيعة والشتيمة إلا قاله فيك، فقال أبو عبد الله عليه السلام: للجارية ايتيني بوضوء، فتوضأ ودخل فقلت في نفسي يدعو عليه فصلى ركعتين فقال: يا رب هو حقي قد وهبته له، وأنت أجود مني وأكرم، فهبه لي ولا تؤاخذه بي، ولا تقايسه، ثم رق فلم يزل يدعو فجعلت