فقال: كلا والله ما احترقت وإني بربي أوثق منكم، ثم انكسف الامر عن احتراق جميع ما حول الدار إلا هي.
فقال أبي الباقر عليه السلام لأبيه زين العابدين عليه السلام: ما هذا؟ فقال يا بني شئ نتوارثه من علم النبي صلى الله عليه وآله هو أحب إلي من الدنيا وما فيها من المال والجواهر والاملاك وأعد من الرجال والسلاح، وهو سر أتى به جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله فعلمه عليا و ابنته فاطمة وتوارثنا نحن، وهو الدعاء الكامل الذي من قدمه أمامه كل يوم وكل الله تعالى به ألف ملك يحفظونه في نفسه وأهله وولده وحشمه وماله وأهل عنايته من الحرق والغرق والشرق والهدم والردم والخسف والقذف، وآمنه الله تعالى من شر الشيطان والسلطان، ومن شر كل ذي شر، وكان في أمان الله وضمانه، وأعطاه الله تعالى على قراءته وإن كان مخلصا موقنا ثواب مائة صديق، وإن مات في يومه دخل الجنة، فاحفظ يا بني ولا تعلمه إلا بمن تثق به، فإنه لا يسأل محق به شيئا إلا أعطاه الله تعالى انتهى (1).
(ورضا نفسه) أي حمدا وثناء يوجب رضاه عن الحامد (زنة ذر ما عملوا) من تشبيه المعقول بالمحسوس، أو المراد متعلقات أعمالهم من الأجسام (أو بلغهم) من الاخبار (أو رأوا) بأعينهم من الأجسام والألوان والأنوار (أو ظنوا) من الأمور (أو فطنوا) من الحقائق (والحسنى) أي الأسماء الحسنى، وقال الجوهري ساد قومه يسودهم سيادة وسؤددا، وقال الفيروزآبادي: السودد بالضم والسؤدد بالهمزة كقنفذ السيادة انتهى.
(والمديح) المدح وهو الثناء الحسن (حتى يتصل) أي يملا الحمد جميع الأزمان الماضية حتى يتصل بزمان حمد أول الحامدين أو يكون حمدي مقبولا مرتفعا يتصل في السماء بحمد أول الحامدين، فإنه مقبول والأول أظهر (وعدد زنة