وأولئك هم الغافلون، أفرأيت من اتخذ إلهه هويه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون، وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا الحمد لله رب العالمين.
اللهم إني أسئلك باسمك الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الأرض، وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال، وزنة الجبال، وكيل البحار، أن تصلي على محمد وآله، وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا إنك على كل شئ قدير (1).
البلد الأمين: عن الصادق عليه السلام قال: من أراد دخول الجنة من أي أبوابها شاء، ويكون في صحيفته لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، فليقل كل يوم عقيب صلاة الصبح (الحمد لله الذي ذهب بالليل بقدرته) إلى قوله (اقرءا محمدا منى السلام) (2).
توضيح: (آخذ بناصيتها) أي مالك لها قادر عليها، يصرفها على ما يريد بها والاخذ بالنواصي تمثيل لذلك (على صراط مستقيم) أي أنه على الحق والعدل لا يضيع عنده معتصم ولا يفوته ظالم (فان تولوا) أي الايمان بك (فقل حسبي الله) فإنه يكفيك معرتهم ويعينك عليهم (لا إله إلا هو) كالدليل عليه (عليه توكلت) فلا أرجو ولا أخاف إلا منه (وهو رب العرش العظيم) قيل: أي الملك العظيم أو الجسم الأعظم المحيط الذي ينزل منه الاحكام والتقادير (خير حافظا) حال أو تميز نحو لله دره فارسا، وقرئ حفظا فالأخير فقط.