رجل على (1) وجهه أثر الخشوع، فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم خرج، وتبعته فقلت له: إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا من أهل الجنة. قال: والله ما ينبغي لاحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك بم ذاك:
رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وآله فقصصتها عليه: رأيت كأني في روضة، ذكر من سعتها وخضرتها، في وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء وأعلاه عروة فقيل لي: ارقه، قلت: لا أستطيع، فأتاني منصف، فرفع ثيابي من خلفي، فرقيت حتى كنت في أعلاها فأخذت بالعروة، فقيل: استمسك، فاستيقظت وإنها لفي يدي.
فقصصتها على النبي صلى الله عليه وآله فقال: تلك الروضة الاسلام، وذلك العمود عمود الاسلام وتلك العروة العروة الوثقى، فأنت على الاسلام حتى تموت. والرجل عبد الله بن سلام.
قال في النهاية: في الحديث " تجوزوا في الصلاة " أي خففوها وأسرعوا بها وقيل: إنه من الجواز، القطع والسير. وقال: المنصف - بكسر الميم -: الخادم، وقد يفتح.
وقال في شرح السنة: من رأى في النوم أنه قد صعد السماء فدخلها نال شرفا وذكرا ونال الشهادة، فإن رأى نفسه فيها لا يدري متى صعد إليها فهو شرف معجل وشهادة مؤجلة. والشمس ملك عظيم، ومن رأى فيها من تغير أو كسوف فهو حدث بالملك من هم أو مرض أو نحوه. والقمر وزير الملك في التأويل. والزهرة امرأته.
وعطارد كاتبه، والمريخ صاحب حربه، وزحل صاحب عذابه، والمشترى صاحب ماله وسائر النجوم العظام أشراف الناس. وإنما يكون القمر وزيرا ما رؤي في السماء، فإن رآه عنده أو في حجره أو في بيته تزوج زوجا يغلب ضوءه، رجلا كان أو امرأة. وكانت الشمس في تأويل رؤيا يوسف أباه، والقمر أمه أو خالته، والكواكب الأحد عشر إخوته، كما قال تعالى " فرفع أبويه على العرش - الآية - " (2) وكان رؤياه في صباه فظهر تأويلها بعد أربعين سنة. ويقال: بعد ثمانين سنة.
وروي أن ابن سيرين رأى في المنام كأن الجوزاء تقدمت الثريا، فأخذ في