واضربوا هبرا، وإذا أردتم المحاجزة فقبل المناجزة، والمرء يعجز لا المحالة، بالجد لا بالكد، التجلد ولا التبلد، المنية ولا الدنية، ولا تأسوا على فائت وإن عز فقده ولا تحنوا إلى ظاعن وإن ألف قربه ولا تطعموا فتطبعوا ولا تهنوا فتخرعوا ولا يكن لكم المثل السوء إن الموصين بنو سهوان إذا مت فارحبوا خط مضجعي ولا تضنوا علي برحب الأرض وما ذاك بمؤد إلي روحا ولكن راحة نفس خامرها الاشفاق ثم مات.
قال أبو بكر بن دريد: ومن حديث آخر أنه قال:
اليوم يدنى لدويد بيته * يا رب نهب صالح حويته ورب قرن بطل أرديته * ورب غيل حسن لويته ومعصم مخضب ثنيته * لو كان للدهر بلى أبليته أو كان قرني واحدا كفيته ومن قوله أيضا:
ألقى علي الدهر رجلا ويدا * والدهر ما أصلح يوما أفسدا يفسد ما أصلحه اليوم غدا قوله: " اطعنوا شزرا واضربوا هبرا " معنى الشزر أن يطعنه في إحدى ناحيتيه يقال قتل الحبل شزرا إذا قتله على الشمال، والنظر الشزر نظر بمؤخر محجر العين وقال الأصمعي نظر إلي شزرا إذا نظر إليه من عن يمينه وشماله، وطعنه طعنا شزرا كذلك وقوله: " هبرا " قال ابن دريد يقال هبرت اللحم أهبره هبرا إذا قطعته قطعا (كبارا) والاسم الهبرة والهبرة وسيف هبار وهابر واللحم هبير ومهبور " والمحالة " الحيلة وقوله " بالجد لا بالكد " أي يدرك الرجل حاجته وطلبته بالجد وهو الحظ والبخت، ومنه رجل مجدود فإذا كسرت الجيم فهو الانكماش في الامر والمبالغة فيه وقوله: " التجلد ولا التبلد " أي تجلدوا ولا تتبلدوا وقوله: " فتطيعوا " أي تدنسوا والطبع الدنس، يقال: طبع السيف يطبع طبعا إذا ركبه الصداء قال ثابت قطنة العتكي: