ورجل أسود، [سواد في] سواد في سواد، فلما بلغ إلي نظر إلي وأحد النظر وقال: قلبك أسود مما ترى عيناك من سواد في سواد في سواد.
قال أبي رحمه الله: فقلت له: أجل فلا تحدث به أحدا، فما صنعت وما قلت له؟ قال أسقطت في يدي فلم أحر جوابا، قلت له: فما ابيض قلبك لما شاهدت؟
قال: الله أعلم.
قال أبي: فلما اعتل يزداد بعث إلي فحضرت عنده فقال: إن قلبي قد ابيض بعد سواد فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأن علي بن محمد حجة الله على خلقه، وناموسه الأعظم، ثم مات في مرضه ذلك، وحضرت الصلاة عليه رحمه الله.
41 - مناقب ابن شهرآشوب: قال أبو عبد الله الزيادي: لما سم المتوكل، نذر الله إن رزقه الله العافية أن يتصدق بمال كثير، فلما عوفي اختلف الفقهاء في المال الكثير فقال له الحسن حاجبه: إن أتيتك يا أمير المؤمنين بالصواب فما لي عندك؟ قال: عشرة آلاف درهم وإلا ضربتك مائة مقرعة قال: قد رضيت فأتى أبا الحسن عليه السلام فسأله عن ذلك فقال: قال له: يتصدق بثمانين درهما (1) فأخبر المتوكل فسأله ما العلة؟ فأتاه