سهاما من قرى هنبرد واندريقان وكارچة وأعطوه عشرين ألف درهم واشترى ضياعا كثيرة فأتته أخواته زينب، وأم محمد، وميمونة بنات الجواد عليه السلام ونزلن عنده فلما متن دفن عند فاطمة بنت موسى عليهما السلام وأقام موسى بقم حتى مات ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائتين، ودفن في داره وهو المشهد المعروف اليوم.
50 - كتاب النجوم: روينا باسنادنا إلى محمد بن جرير الطبري باسناده قال: حدثني أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن أحمد القهقلي الكاتب بسر من رأى سنة ثمان و ثلاثين وثلاثمائة قال: حدثني أبي قال: كنت بسر من رأى أسير في درب الحصا فرأيت يزداد الطبيب النصراني تلميذ بختيشوع وهو منصرف من دار موسى بن بغا فسايرني وأفضى الحديث إلى أن قال لي: أترى هذا الجدار؟ تدري من صاحبه؟
قلت: ومن صاحبه؟ قال: هذا الفتى العلوي الحجازي - يعني علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام - وكنا نسير في فناء داره.
قلت ليزداد: نعم فما شأنه؟ قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو، قلت: فكيف ذلك؟ قال أخبرك عنه بأعجوبة لن تسمع (1) بمثلها أبدا ولا غيرك من الناس ولكن لي الله عليك كفيل وراع أن لا تحدث به أحدا فاني رجل طبيب، ولي معيشة أرعاها عند السلطان، وبلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا ينصرف إليه وجوه الناس فيخرج هذا الامر عنهم، يعني بني العباس، قلت: لك علي ذلك فحدثني به، وليس عليك بأس إنما أنت رجل نصراني لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هؤلاء القوم قال: نعم أعلمك.
إني لقيته منذ أيام وهو على فرس أدم، وعليه ثياب سود، وعمامة سوداء وهو أسود اللون، فلما بصرت به وقفت إعظاما له وقلت في نفسي - لا وحق المسيح ما خرجت من فمي إلى أحد من الناس - قلت في نفسي ثياب سوداء ودابة سوداء