حيث (1) يسمع الاختلاق ويحفظ الشرع، وبدلالة أنه لا فرق بين موته وعدمه.
وأما الفرقة التي اعترفت بأن أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام كان الامام بعد أبيه وادعت أنه لما حضرته الوفاة نص على أخيه جعفر بن علي واعتلوا في ذلك بأن زعموا أن دعوى من ادعى النص على ابن الحسن عليه السلام باطلة والعقل يوجب الإمامة فلذلك اضطروا إلى القول بإمامة جعفر فإنه يقال لم زعمتم أن نقل الامامية النص من الحسن على ابنه باطل؟ وما أنكرتم أن يكون حقا؟ لقيام الدلالة على وجوب الإمامة وثقة الناقلين وعلامة صدقهم بصفات الغيبة، والخبر فيها عما يكون قبل كونه، ويكون النقلة لذلك خاصة أصحاب الحسن والسفراء بينه وبين شيعته، ولفساد إمامة جعفر لما كان عليه من الظاهر (2) مما يضار صفات الإمامة من نقصان العلم وقلة المعرفة وارتكاب القبائح والاستخفاف بحقوق الله عز وجل في مخلفات أخيه (3)، مع عدم النص عليه لفقد أحد من الخلق روى ذلك أو يأثره عن أحد من آبائه أو من أخيه خاصة، فإذا كان الامر على ما ذكرناه فقد سقط ما تعلق به هذا الفريق أيضا، على أنه لا فصل بين هؤلاء القوم وبين من ادعى إمامة بعض الطالبيين واعتل بعلتهم في وجوب الإمامة وفساد قول الإمامية وزعمهم فيما يدعونه من النص على ابن الحسن عليه السلام وإذا كان لا فصل بين القولين وأحدهما باطل بلا خلاف فالآخر في البطلان والفساد مثله.
فهذه - وفقكم الله - جملة كافية فيما قصدناه ونحن نشرح هذه الأبواب والقول فيها على الاستقصاء والبيان في كتاب نفرده بعد، والله ولي التوفيق وإياه نستهدي إلى سبيل الرشاد (4).
بيان: الغيل بالكسر ويفتح: الشجر الكثير الملتف. والعجرفة: جفوة في الكلام وقال الجوهري: فطحه فطحا: جعله عريضا، ويقال: رأس مفطح أي عريض، ورجل أفطح بين الفطح أي عريض الرأس (5).