توضيح: قوله: " لا تنسى شيباء " هذا مثل لمن وقع به من رجل سوء شديد وضرر عظيم فإنه لا ينساها ويظهر من المثل أن مضربها امرأة تزوجت رجلا فلما كان ليلة الزفاف غلب على زوجها رجل فقتله وأخذها قهرا فإنها لا تنسى تلك الواقعة أبدا فمثل بذلك قتل عثمان وأخذ الخلافة لأمير المؤمنين عليه السلام.
قال الجوهري: " باتت فلانة بليلة شيباء " بالإضافة إذا افتضت. وباتت بليلة حرة إذا لم تفتض.
وقال الفيروزآبادي: باتت بليلة شيباء بالإضافة وبليلة الشيباء إذا غلبت على نفسها ليلة هدائها. وقال: العذرة: البكارة ومفتضها أبو عذرها.
وفي بعض الكتب: يقال: فلان أبو عذرة هذا الكلام أي هو الذي اخترعه ولم يسبقه إليه أحد وهو مستعار من قولهم أبو عذرتها أي هو الذي افتض بكارتها ويقال: إن المرأة لا تنسى أبا عذرتها.
وقال الميداني في مجمع الأمثال: لا تنسى المرأة أبا عذرها وقاتل بكرها أي أول من ولدها يضرب في المحافظة على الحقوق انتهى. والأظهر هنا ما ذكرنا.
وقال [ابن الأثير] في [مادة " حمر " من كتاب] النهاية: في حديث علي عليه السلام قيل له: غلبتنا عليك هذه الحمراء يعنون العجم والروم، والعرب تسمى الموالي الحمراء [و] في حديث عبد الملك: " أراك أحمر قرفا قال الحسن:
أحمر " يعني أن الحسن في الحمرة ومنه قول الشاعر:
وإذا ظهرت تقنعي * بالحمر إن الحسن أحمر وقيل: كني بالأحمر عن المشقة والشدة أي من أراد الحسن صبر على أشياء يكرهها انتهى.