وحمل ابن عم لبسر على علي عليه السلام فطعنه الأشتر فكسر صلبه وقام بسر من طعنة علي وولت خيله فقال له معاوية قد أدال الله عمروا منك فكان بسر بعد ذلك إذا لقي الخيل التي فيها علي عليه السلام تنحى ناحية وتحامى فرسان أهل الشام عليا عليه السلام.
441 - وعن عمر بن سعد بإسناده قال: كان من أهل الشام بصفين رجل يقال له الأصبغ بن ضرار وكان يكون طليعة ومسلحة [لمعاوية] فندب علي عليه السلام له الأشتر فأخذه أسيرا من غير أن يقاتل وكان علي عليه السلام ينهى عن قتل الأسير الكاف فجاء به ليلا وشد وثاقه وألقاه مع أضيافه ينتظر به الصباح فأنشد فيها أشعارا أثرت في الأشتر فغدا به الأشتر على علي عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين هذا رجل من المسلحة لقيته بالأمس فوالله لو علمت أن قتله الحق قتلته وقد بات عندنا الليلة وحركنا بشعره فإن كان فيه القتل فاقتله وإن غضبنا فيه!! وإن كنت فيه بالخيار فهبه لنا. قال: هو لك يا مالك فإذا أصبت أسيرا فلا تقتله فإن أسير أهل القبلة لا يفادى ولا يقتل فرجع به الأشتر إلى منزله وقال: لك ما أخذنا منك ليس لك عندنا غيره.
وذكروا أن عليا عليه السلام أظهر أنه مصبح معاوية ومناجزه فبلغ ذلك معاوية ففزع أهل الشام لذلك وانكسروا لقوله فكتب معاوية إليه عليه السلام:
" أما بعد فإني أظنك أن لو علمت أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت ".
إلى آخر ما سيأتي برواية سليم الهلالي وما جرى بين معاوية وبين عمرو في ذلك.
قال: ثم إن عليا عليه السلام غلس بالناس صلاة الغداة ثم زحف إليهم فخرج الناس على راياتهم وأعلامهم وزحف إليهم أهل الشام إلى آخر ما سيأتي.