ثم روى نصر عن معبد قال: قام علي (عليه السلام) على منبره خطيبا فكنت تحت المنبر أسمع تحريضه الناس وأمره لهم بالمسير إلى صفين فسمعته يقول: سيروا إلى أعداء الله سيروا إلى أعداء القرآن والسنن، سيروا إلى بقية الأحزاب وقتلة المهاجرين والأنصار.
فعارضه رجل من بني فزارة ووطأه الناس بأرجلهم وضربوه بنعالهم حتى مات فوداه أمير المؤمنين من بيت المال.
فقام الأشتر وقال: يا أمير المؤمنين لا يهدنك ما رأيت ولا يؤيسنك من نصرنا ما سمعت من مقالة هذا الشقي الخائن إلى آخر ما قال:
[رفع الله مقامه] وبالغ في إظهاره الثبات على الحق وبذل النصرة.
فقال (عليه السلام): الطريق مشترك والناس في الحق سواء ومن اجتهد رأيه في نصيحة العامة فقد قضى ما عليه.
ثم نزل [عليه السلام عن المنبر] فدخل منزله.
فدخل عليه عبد الله بن المعتم العبسي وحنظلة بن الربيع التميمي والتمسا منه (عليه السلام) أن يستأني بالامر ويكاتب معاوية ولا يعجل في القتال فتكلم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: بعد حمد الله والثناء عليه:
أما بعد فإن الله وارث العباد والبلاد ورب السماوات السبع والأرضين السبع وإليه ترجعون يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء أما الدبرة فإنها على الضالين العاصين ظفروا أو ظفر بهم.
وأيم الله إني لاسمع كلام قوم ما يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا.
فقال الحاضرون: هما من أصحاب معاوية ويكاتبانه وكثر الكلام بين أصحابه في ذلك.