قال نصر: روى عمر بن سعد عن أبي روق قال: قال زياد بن النضر الحارثي لعبد الله بديل بن ورقاء: إن يومنا ويومهم ليوم عصيب ما يصبر عليه إلا كل قوي القلب صادق النية رابط الجأش وأيم الله ما أظن ذلك اليوم يبقى منا ومنهم إلا رذالا. قال عبد الله بن بديل: وأنا والله أظن ذلك.
فقال علي (عليه السلام) ليكن هذا الكلام [مخزونا] في صدوركما لا تظهراه ولا يسمعه منكم سامع (1) إن الله كتب القتل على قوم والموت على آخرين وكل آتية منيته كما كتب الله لكم فطوبى للمجاهدين في سبيل الله والمقتولين في طاعته.
فلما سمع هاشم بن عتبة مقالتهم حمد الله وأثنى عليه ثم قال: سر بنا إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وعملوا في عباد الله بغير رضاء الله فأحلوا حرامه وحرموا حلاله واستهواهم الشيطان (2) ووعدهم الأباطيل ومناهم الأماني حتى أزاغهم عن الهدى وقصد بهم قصد الردى وحبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة إنجازنا موعود ربنا وأنت يا أمير المؤمنين أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله رحما وأفضل الناس سابقة وقدما وهم يا أمير المؤمنين يعلمون منك مثل الذي علمنا ولكن كتب عليهم الشقاء ومالت بهم الأهواء وكانوا ظالمين فأيدينا مبسوطة لك بالسمع والطاعة، وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة وأنفسنا