بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤٠٣
قال نصر: روى عمر بن سعد عن أبي روق قال: قال زياد بن النضر الحارثي لعبد الله بديل بن ورقاء: إن يومنا ويومهم ليوم عصيب ما يصبر عليه إلا كل قوي القلب صادق النية رابط الجأش وأيم الله ما أظن ذلك اليوم يبقى منا ومنهم إلا رذالا. قال عبد الله بن بديل: وأنا والله أظن ذلك.
فقال علي (عليه السلام) ليكن هذا الكلام [مخزونا] في صدوركما لا تظهراه ولا يسمعه منكم سامع (1) إن الله كتب القتل على قوم والموت على آخرين وكل آتية منيته كما كتب الله لكم فطوبى للمجاهدين في سبيل الله والمقتولين في طاعته.
فلما سمع هاشم بن عتبة مقالتهم حمد الله وأثنى عليه ثم قال: سر بنا إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وعملوا في عباد الله بغير رضاء الله فأحلوا حرامه وحرموا حلاله واستهواهم الشيطان (2) ووعدهم الأباطيل ومناهم الأماني حتى أزاغهم عن الهدى وقصد بهم قصد الردى وحبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة إنجازنا موعود ربنا وأنت يا أمير المؤمنين أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله رحما وأفضل الناس سابقة وقدما وهم يا أمير المؤمنين يعلمون منك مثل الذي علمنا ولكن كتب عليهم الشقاء ومالت بهم الأهواء وكانوا ظالمين فأيدينا مبسوطة لك بالسمع والطاعة، وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة وأنفسنا

(1) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب صفين ص 111، ط مصر، وفي ط الكمباني:
" في صدوركم لا تظهروه ولا يسمعه منكم سامع... ".
(2) كذا في ط الكمباني من البحار وط القديم من كتاب صفين.
وفي شرح المختار: (46) من نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد: ج 1 ص 628: " واستهوى بهم الشيطان... "
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447