تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء) * [58 / الأنفال: 8].
364 - نهج البلاغة: [و] من كلام له (عليه السلام) وقد أشار إليه أصحابه بالاستعداد للحرب بعد إرساله جرير بن عبد الله إلى معاوية:
إن استعدادي لحرب أهل الشام وجرير عندهم إغلاق للشام وصرف لأهله عن خير إن أرادوه ولكن قد وقت لجرير وقتا لا يقيم بعده إلا مخدوعا أو عاصيا والرأي عندي مع الأناة فأرودوا ولا أكره لكم الاستعداد لحرب أهل الشام.
ولقد ضربت أنف هذا الامر وعينه وقلبت ظهره وبطنه فلم أر لي إلا القتال أو الكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله.
إنه قد كان على الأمة وال أحدث أحداثا وأوجد الناس مقالا فقالوا ثم نقموا فغيروا.
بيان: جرير بن عبد الله البجلي كان عاملا لعثمان على ثغر همدان فلما صار الامر إليه طلبه فأجاب بالسمع والطاعة وقدم إليه (عليه السلام) فأرسله إلى معاوية.
365 -: وروى أنه (عليه السلام) لما أراد بعثه قال جرير: والله يا أمير المؤمنين ما أدخرك من نصري شيئا وما أطمع لك في معاوية فقال (عليه السلام) قصدي حجة أقيمها ثم كتب معه " فإن بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام " إلى آخر ما مر برواية نصر بن مزاحم.