عباس أما بعد فانظر ما اجتمع عندك من غلات المسلمين وفيئهم فاقسمه على من قبلك حتى تغنيهم وابعث إلينا بما فضل نقسمه فيمن قبلنا والسلام.
و [أيضا] كتب [عليه السلام إلى عبد الله بن عباس]:
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عبد الله بن عباس أما بعد فإن الانسان قد يسره [درك] ما لم يكن ليفوته، ويسؤه فوت ما لم يكن ليدركه وان جهد، فليكن سرورك فيما قدمت من حكم أو منطق أو سيرة وليكن أسفك على ما فرطت لله من ذلك ودع ما فاتك من الدنيا فلا تكثر به حزنا وما أصابك فيها فلا تبغ به سرورا وليكن همك فيما بعد الموت والسلام.
أقول: ثم ذكر كتابه عليه السلام إلى معاوية وجوابه كما سيأتي ثم قال:
وكتب إلى عمرو بن العاص:
أما بعد فإن الدنيا مشغلة عن غيرها وصاحبها مقهور فيها لم يصب منها شيئا قط إلا فتحت له حرصا وأدخلت عليه مؤنة تزيده رغبة فيها ولن يستغني صاحبها بما نال عما لم يبلغه، ومن وراء ذلك فراق ما جمع، والسعيد من وعظ بغيره فلا تحبط أجرك أبا عبد الله ولا تجارين معاوية في باطله فإن معاوية غمص الناس وسفه الحق.
فكتب إليه عمرو بن العاص: من عمرو بن العاص إلى علي بن أبي طالب أما بعد فإن الذي فيه صلاحنا وألفة ذات بيننا أن تنيب إلى الحق وأن تجيب إلى ما تدعون إليه من شورى فصبر الرجل منا نفسه على الحق وعذره الناس بالمحاجزة والسلام.
فجاء الكتاب إلى علي (عليه السلام) قبل أن يرتحل من النخيلة.