وروى نصر عن عبد الله بن شريك قال: خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة من أهل الشام فأرسل علي (عليه السلام) إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين ألسنا محقين؟ قال: بلى. قالا:
فلم منعتنا من شتمهم؟ قال: كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين تشتمون وتبرؤن ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا ومن أعمالهم كذا وكذا كان أصوب في القول وأبلغ في العذر و [لو] قلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم: اللهم أحقن دماءهم ودماءنا وأصلح ذات بينهم وبيننا واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق منهم من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لج به لكان أحب إلي وخيرا لكم.
فقالا: يا أمير المؤمنين نقبل عظتك ونتأدب بأدبك.
قال نصر: وقال له عمرو بن الحمق يومئذ: والله يا أمير المؤمنين إني ما أجبتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك ولا إرادة ما تؤتينيه ولا إرادة سلطان ترفع به ذكري ولكني أجبتك بخصال خمس: أنك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأول من آمن به وزوج سيدة نساء الأمة فاطمة بنت محمد ووصيه وأبو الذرية التي بقيت فينا من رسول الله وأسبق الناس إلى الاسلام وأعظم المهاجرين سهما في الجهاد فلو أني كلفت نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي حتى يأتي على يومي في أمر أقوي به وليك وأهين به عدوك ما رأيت أني قد أديت فيه كل الذي يحق علي من حقك.
فقال علي (عليه السلام): اللهم نور قلبه بالتقى واهده إلى صراطك المستقيم ليت أن في جندي مائة مثلك!! فقال حجر: إذا والله يا أمير المؤمنين صح جندك وقل فيهم من يغشك.
قال: وكتب علي (عليه السلام) إلى عماله حينئذ يستنفرهم فكتب إلى مخنف بن سليم.
سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن جهاد