يكاد ومن أرسى ثبيرا مكانه * مغيرة أن يقوي عليك معاوية وكنت بحمد الله فينا موفقا * وتلك التي آراكها غير كافية فسبحان من علا السماء مكانها * والأرض دحاها فاستقرت كما هيه بيان: قوله: " الدهر " منصوب على الظرفية أي ليس مني نصيحة ثانية ما بقي الدهر.
قوله " ومن أرسى " الواو للقسم أي بحق الذي أثبت جبل ثبير المعروف بمنى.
360 - الإرشاد: من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) لما عمد المسير إلى الشام لقتال معاوية بن أبي سفيان [قال] بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
اتقوا الله عباد الله وأطيعوه وأطيعوا إمامكم فإن الرعية الصالحة تنجو بالإمام العادل ألا وإن الرعية الفاجرة تهلك بالامام الفاجر وقد أصبح معاوية غاصبا لما في يديه من حقي ناكثا لبيعتي طاعنا في دين الله عز وجل.
وقد علمتم أيها المسلمون ما فعل الناس بالأمس وجئتموني راغبين إلي في أمركم حتى استخرجتموني من منزلي لتبايعوني فالتويت عليكم لأبلو ما عندكم فراودتموني القول مرارا وراودتكم وتكأكأتم علي تكأكؤ الإبل الهيم على حياضها حرصا على بيعتي حتى خفت أن يقتل بعضكم بعضا.
فلما رأيت ذلك منكم رويت في أمري وأمركم وقلت إن أنا لم أجبهم إلى القيام بأمرهم لم يصيبوا أحدا يقوم فيهم مقامي ويعدل فيهم عدلي وقلت: