بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٥١٢
ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير.. انحدار السيل لعله كناية عن إفاضة العلوم والكمالات وسائر النعم الدنيوية والأخروية على المواد القابلة.
وقيل: المعنى اني فوق السيل بحيث لا يرتفع إلي، وهو كما ترى.
ثم إنه عليه السلام ترقى في الوصف بالعلو بقوله: ولا يرقى إلي الطير، فإن مرقى الطير أعلى من منحدر السيل فكيف ما لا يرقى إليه؟ والغرض إثبات أعلى مراتب الكمال للدلالة على بطلان خلافة من تقمصها، لقبح تفضيل المفضول.
فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا.. يقال: سدل الثوب يسدله - بالضم - أي أرخاه وأرسله (1)، ودون الشئ: امامه وقريب منه (2)، والمعنى:
ضربت بيني وبينها حجابا وأعرضت عنها ويئست منها، والكشح: ما بين الخاصرة إلى اقصر الاضلاح (3)، ويقال: فلان طوى كشحه.. أي اعرض مهاجرا ومال عني.
وقيل: أراد غير ذلك، وهو أن من أجاع نفسه فقد طوى كشحه كما أن من أكل وشبع فقد ملا كشحه.
وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء..
يقال (4): طفق في كذا.. أي اخذ (5) وشرع، وأرتئي في الامر.. أي أفكر في طلب

(١) كما جاء في مجمع البحرين ٥ / ٣٩٤، والقاموس ٣ / ٣٩٥، وغيرهما.
(٢) قاله في مجمع البحرين ٦ / ٢٤٨، وانظر: القاموس ٤ / ٢٢٣، والصحاح ٥ / ٢١١٥، ذكر الأول في الأول والثاني في الثاني.
(٣) كذا جاء في مجمع البحرين ٢ / ٤٠٧، والقاموس ١ / ٢٤٥، إلا أن فيهما: الضلع الخلف، بدلا من أقصر الأضلاع. وقالا فيهما: طوى فلان عني كشحه: إذا قطعك.
(٤) لا توجد: يقال، في (س).
(٥) كما في لسان العرب ١٠ / ٢٢٥، والنهاية 3 / 129، وغيرهما.
(٥١٢)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650