بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٦٨
ثم حكى في جامع الأصول (1) عن البخاري (2) ومسلم (3) أنه قال عمر لعلي عليه السلام: قال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا نورث ما تركناه صدقة، فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا... وتزعمان أنه فيها كذا..؟ (4) كما نقلنا سابقا.
وحكى في جامع الأصول (5) عن أبي داود (6) أنه قال أبو البختري: سمعت حديثا من رجل فأعجبني، فقلت: اكتبه لي، فاتى به مكتوبا مدبرا (7): دخل العباس وعلي على عمر - وعنده طلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد - وهما يختصمان، فقال عمر لطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل مال النبي صدقة إلا ما أطعمه أهله أو كساهم، إنا لا نورث؟! قالوا: بلى...
توضيح: قوله: مفضيا إلى رماله.. أي ملقيا نفسه على الرمال لا حاجز بينهما (8).
ورمال السرير - بالكسر -: ما رمل أي نسج - جمع رمل - بمعنى مرمول

(١) جامع الأصول ٢ / ٧٠١ - ٧٠٣، وقد رواه هنا باختصار واختزال.
(٢) صحيح البخاري ١٢ / ٤ و ٥، كتاب الفرائض، باب قول النبي (ص): لا نورث.. إلى آخره، وذكره في كتاب الجهاد أيضا، وحكاه عن عدة مصادر في الغدير ٧ / ٢٢٦، فراجع.
(٣) صحيح مسلم، كتاب الجهاد، باب حكم الفئ، حديث ١٧٥٧.
(٤) وانظر روايات الباب في كتاب السير من صحيح الترمذي، باب ما جاء في تركة رسول الله (ص) حديث ١٦١٠، وسنن أبي داود حديث ٢٩٦٣ و ٢٩٦٤ و ٢٩٦٥ و ٢٩٦٧، وكتاب الخراج والامارة منه، باب في صفايا رسول الله (ص) من الأموال، وسنن النسائي ٧ / ١٣٦ - ١٣٧، باب الفئ، وغيرها، وفيه ما لا يخفى، وسيأتي بيان سنده ودلالته، فانتظر.
(٥) جامع الأصول ٣ / ٣١١ [تحقيق الأرناووط ٢ / ٧٠٦ ذيل حديث ١٢٠٢].
(٦) سنن أبي داود، حديث ٢٩٧٥.
(٧) في المصدر: مذبرا، أي منقوطا سهل القراءة.
(٨) قال في القاموس ٤ / ٣٧٤: أفضى إلى الأرض: مسها براحته في سجوده. وقال في النهاية 3 / 456: أفضى المكان: اتسع، والافضاء: جعل الشئ فضاء لا شئ فيه.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650