بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ١٦٨
فتب إلى الله مما (1) اجترمته، وتنصل (2) إليه مما ارتكبته، وسلم الامر إلى من هو أولى منك بنفسك، فقد ركبت عظيما بولايتك دونه، وجلوسك في موضعه، وتسميتك باسمه، وكأنك بالقليل من دنياك وقد انقشع عنك كما ينقشع السحاب، وتعلم أي الفريقين شر (3) مكانا وأضعف جندا.
وأما تعييرك إياي فإنه (4) مولاي، هو (5) والله مولاي ومولاك ومولى المؤمنين أجمعين، آه.. آه.. أنى لي بثبات قدم، أو تمكن وطئ (6) حتى ألفظك لفظ المنجنيق الحجرة، ولعل ذلك يكون قريبا، ونكتفي (7) بالعيان عن الخبر.
ثم قام ونفض ثوبه ومضى، وندم (8) أبو بكر عما أسرع إليه من القول إلى قيس، وجعل خالد يدور في المدينة والقطب في عنقه أياما (9).
ثم أتى آت إلى أبي بكر فقال له: قد وافى علي بن أبي طالب الساعة من سفره، وقد عرق جبينه، واحمر وجهه، فأنفذ إليه أبو بكر الأقرع (10) بن سراقة الباهلي والأشوس بن الأشجع (11) الثقفي يسألانه المضي (12) إلى أبي بكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله.

(١) في المصدر: ما.
(٢) الكلمة غير واضحة في (س)، والظاهر أنها تنصل - كما تعرض لها في البيان - يقال تنصل فلان من ذنبه: تبرأ، قاله في الصحاح ٥ / 1831.
(3) في المصدر: خير، بدلا من: شر.
(4) في المصدر و (ك): بأنه وهو الظاهر، لولا عدم وجود الفاء في هو.
(5) في المصدر: فهو.
(6) في المصدر: بثبات قدمه وتمكن وطأته.
(7) في المصدر: ويكتفى.
(8) في المصدر: فندم.
(9) في المصدر: والطوق فيه أياما.
(10) في المصدر: فأنفذوا إليه الأقرع.
(11) في المصدر: أشجع - بلا الف ولام -.
(12) خ. ل: أن يصير.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650