لا يدرون ما حقه وفضله، ثم سكت صلوات الله عليه عني ساعة ثم قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله، فإذا شاء شئنا، والله يقول: " و ما تشاؤن إلا أن يشاء الله " (1) ثم رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه.
فنظر إلي أبو محمد عليه السلام متبسما فقال: يا كامل ما جلوسك؟ قد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي، فقمت وخرجت ولم أعاينه بعد ذلك، قال أبو نعيم: فلقيت كاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به. (2) غيبة الشيخ الطوسي: أحمد بن علي الرازي عن محمد بن علي عن علي بن عبد الله (3) عن الحسن بن وجنا عن أبي نعيم مثله. (4) 17 - تفسير العياشي: عن جابر الجعفي قال: قرأت عند أبي جعفر عليه السلام قول الله: " ليس لك من الامر شئ " (5) قال: بلى والله إن له من الامر شيئا وشيئا وشيئا، وليس حيث ذهبت، ولكني أخبرك أن الله تبارك وتعالى لما أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يظهر ولاية علي عليه السلام فكر في عداوة قومه له ومعرفته بهم، وذلك للذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله، كان أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبمن أرسله، وكان أنصر الناس لله ولرسوله وأقتلهم لعدوهما وأشدهم بغضا لمن خالفهما، وفضل علمه الذي لم يساوه أحد ومناقبه التي لا تحصى شرفا.
فلما فكر النبي صلى الله عليه وآله في عداوة قومه له في هذه الخصال وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك فأخبر الله أنه ليس له من هذا الامر شئ إنما الامر فيه إلى الله أن يصير عليا وصيه وولي الامر بعده، فهذا عنى الله وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام قوله: ما