بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٢٢٨
ثم قال أبو الحسن عليه السلام: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: إن لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج، قال: (1) فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال: يا محمد " قال لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " يعني أن تودوا قرابتي من بعدي، فخرجوا.
فقال المنافقون: (2) ما حمل رسول الله صلى الله عليه وآله على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده إن هو إلا شئ افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: " أم يقولون افترى على الله كذبا (3) " الآية، وأنزل: " أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم " (4).
فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله فقال: هل من حدث؟ فقالوا: إي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه، (5)، فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله عز وجل: " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون " (6) فهذه السادسة.
وأما الآية فقول الله تبارك وتعالى: " إن الله وملائكته يصلون على

(١) الظاهر من تحف العقول انهم قالوا ذلك بعد ما أبلغهم الآية فأنزل الله جبرئيل كرة ثانية فأمره ان يقول لهم: لا أسألكم الا المودة. ويحتمل ان الآية نزلت مكررة في وقعنين.
(٢) في التحف: في القربى لا تؤذوا قرابتي من بعدى فخرجوا فقال أناس منهم.
(٣) الشورى: ٢٤.
(٤) الأحقاف: ٨.
(٥) في التحف: يا رسول الله تكلم بعضنا كلاما عظيما كرهناه.
(٦) الشورى: ٢٥.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست