بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ١٣٠
قوله: وقال الذين أوتوا العلم، أقول: قبل هذه الآية قوله تعالى: " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون " فالظاهر أن هذا جواب قول المجرمين: والقائل هم الذين أوتوا العلم والايمان، ومصداقهم الأكمل النبي والأئمة صلوات الله عليهم، أو هم المقصودون لا غيرهم.
وربما يوهم ظاهر الخبر أن المخاطب هم الأئمة عليهم السلام، والمراد لبثهم في علم الكتاب لكن لا يساعده سابقه ولاحقه (1).
نعم قال علي بن إبراهيم: هذه الآية مقدمة ومؤخرة، وإنما هو: " وقال الذين أوتوا العلم والايمان في كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث " وهو لا ينافي ما ذكرنا قوله عليه السلام: إذ لا نبي، إما تعليل لكون الخلافة فيهم، والتقريب أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله حتى يجعل الإمامة في غيرهم بعد جعل النبي صلى الله عليه وآله فيهم، أو لكونهم أئمة لا أنبياء، أو لامتداد ذلك إلى يوم القيامة، والتقريب ظاهر، وهو قريب من الأول.
منزلة الأنبياء، أي منزلة لهم ولمن هو في مثلهم أو كانت لهم فيجب أن ينتقل إلى من هو مثلهم.
والزمام: الخيط الذي يشد في طرفه المقود، وقد يطلق علي المقود. والأس:
أصل البناء. والسامي: العالي، والثغور: حدود بلاد الاسلام المتصلة ببلاد الكفر.
والذب المنع والدفع، والفعل كنصر.
قوله عليه السلام: لا تناله الأيدي أي أيدي الأوهام والعقول. والساطع: المرتفع.
والغيهب: الظلمة وشدة السواد. والدجى بضم الدال: الظلمة، والإضافة للمبالغة واستعير لظلمات الفتن والشكوك والشبهة، وفي الكافي: " وأجواز البلدان القفار " وجوز كل شئ: وسطه. والقفار جمع القفر وهو مفازة لا نبات فيها ولا ماء، وفي الاحتجاج: " والبيد القفار " جمع البيداء وهو أظهر، واللجة بالضم: معظم الماء.
والظمأ بالتحريك: شدة العطش. والردى: الهلاك. والبقاع: ما ارتفع من الأرض.

(1) تفسير القمي: 504.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364