بغضب من الله ويكون من اسراء إبليس لعين الله (1) واعلموا أن الله عز وجل جعل أخي عليا أفضل زينة عترتي، فقال: ومن والاه ووالى أولياءه وعادى أعداءه جعلته من أفضل زينة جناني، ومن أشرف أوليائي وخلصائي، ومن أدمن (2) محبتنا أهل البيت فتح الله عز وجل له من الجنة ثمانية أبوابها، وأباحه جميعها يدخل مما شاء منها وكل أبواب الجنان تناديه: يا ولي الله ألم تدخلني؟ ألم تخصني من بيننا (3)؟
بيان: ما ذكر في العنوان موافق لما في سورة البقرة، وما ذكر في التفسير موافق لما في سورة المائدة وهو قوله تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا: حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون (4)) ولعله من الرواة أو منه عليه السلام لبيان اتحاد مضمون الآيتين.
108 - تفسير الإمام العسكري: قوله عز وجل: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الدين صدقوا وأولئك هم المتقون).
قال الامام: قال علي بن الحسين عليه السلام: (ليس البر أن تولوا) الآية قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما فضل عليا عليه السلام وأخبر عن جلالته عند ربه عز وجل و أبان عن فضائل شيعته وأنصار دعوته ووبخ اليهود والنصارى على كفرهم وكتمانهم لذكر محمد وعلي عليهما وآلهما السلام في كتبهم بفضائلهم ومحاسنهم فخرت اليهود والنصارى عليهم، فقالت اليهود: قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة، وفينا من يحيي الليل صلاة إليها وهي قبلة موسى التي أمرنا بها، وقالت النصارى: قد