الخلق بظاهر بشريتهم، فإنزالهم إشارة إلى هذا المعنى كما حققناه في مقام آخر ويحتمل أن يكون مبنيا على أنه ليس المراد بالايمان بالقرآن الاذعان به مجملا بل فهم معانيه والتصديق بها لا يتيسر ذلك إلا بمعرفة الامام وولايته، فإنه الحافظ للقرآن لفظا ومعنى، وظهرا وبطنا، بل هو القرآن حقيقة كما سيأتي تحقيقه في كتاب القرآن وغيره إن شاء الله.
(هو الذي أرسل رسوله) أقول: هذا المضمون مذكور في ثلاثة مواضع من القرآن: أولها في التوبة (يريدون أو يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (1)).
وثانيها في الفتح: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا (2)).
وثالثها في الصف: (يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (3) والظاهر أن الذي ورد في الخبر هو تأويل ما في سورة الصف، وقوله: (والله متم) ولاية القائم، عود إلى تأويل تتمه الآية الأولى لان السائل استعجل وسأل عن تفسير الآية الثانية قبل إتمام تفسير الأولى، فعاد عليه السلام إلى تفسير الآية الأولى ولم يفسر: (ولو كره المشركون) لتقارب مفهومي عجزي الآيتين، ويحتمل أن يكون (ولو كره الكافرون) تفسيرا لقوله (ولو كره المشركون) أو نقلا بالمعنى، والأول أظهر.
وقوله عليه السلام: أما هذا الحرف، أي قوله بولاية علي في آخر الآية، أو من قوله: والله إلى قوله علي.