بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٧٥
بها أهل الجنة، وتجلس على عرش من نور ويجلسون حولها، وفي بطنان العرش قصران: قصر أبيض، وقصر أصفر من لؤلؤ من عرق واحد: وإن في القصر الأبيض سبعين ألف دار مساكن محمد وآل محمد، وإن في القصر الأصفر سبعين ألف دار مساكن إبراهيم وآل إبراهيم، ويبعث الله إليها ملكا لم يبعث إلى أحد قبلها، ولم يبعث إلى أحد بعدها، فيقول لها: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: سليني أعطك، فتقول: قد أتم علي نعمته، وأباحني جنته وهنأني كرامته، وفضلني على نساء خلقه، أسأله أن يشفعني في ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي وحفظهم بعدي، قال: فيوحي الله إلى ذلك الملك من غير أن يتحول عن مكانه: أن خبرها أني قد شفعتها في ولدها وذريتها ومن ودهم وأحبهم وحفظهم بعدها، قال:
فتقول: الحمد لله الذي أذهب عني الحزن وأقر عيني، ثم قال جعفر عليه السلام:
كان أبي عليه السلام إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الآية: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين (1)).
61 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: روى الصدوق (2) باسناده عن ميسرة قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: والله لا يرى منكم في النار اثنان، لا والله ولا واحد، قال: قلت: فأين ذلك من كتاب الله؟ قال: فأمسك عني سنة، قال: فاني معه ذات يوم في الطواف إذ قال أمالي الصدوق: يا ميسرة اذن (3) لي في جوابك عن مسألة كذا، قال: فقلت: فأين من القرآن؟ قال في سورة الرحمان، وهو قول الله عز وجل: (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه منكم إنس ولا جان (4)) فقلت له عليه السلام: ليس فيها: (منكم) قال: إن

(١) كنز الفوائد: ٣٥٥ و ٣٥٦ (النسخة الرضوية) والآية في الطور: ١١.
(٢) في المصدر: الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه الله قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه باسناده عن رجاله عن حنظلة عن ميسرة.
(٣) في المصدر: اليوم اذن لي.
(٤) الرحمن: ٣٩. والمصحف الشريف خال عن لفظة: منكم.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست