بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٨٥
الخلق، وهذه صفة أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام الذين ثبتت إمامتهم وعصمتهم، و اتفقت الأمة على علو رتبهم وعدالتهم " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول " أي فإن اختلفتم في شئ من أمور دينكم فردوا المتنازع فيه إلى كتاب الله وسنة الرسول، ونحن نقول: الرد إلى الأئمة القائمين مقام رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وفاته هو مثل الرد إلى الرسول في حياته، لأنهم الحافظون لشريعته، وخلفاؤه في أمته فجروا مجراه فيه (1).
قوله تعالى: " وأحسن تأويلا " أي أحمد عاقبة، أو أحسن من تأويلكم لان الرد إلى الله ورسوله ومن يقوم مقامه من المعصومين أحسن لا محالة من تأويل بغير حجة (1). " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم " قال أبو جعفر عليه السلام:
هم الأئمة المعصومون " لعلمه الذين يستنبطونه منهم " الضمير يعود إلى اولي الامر وقيل: إلى الفرقة المذكورة من المنافقين أو الضعفة (2).
1 - تفسير علي بن إبراهيم: علي بن الحسين عن البرقي عن أبيه عن يونس عن أبي جعفر الأحول عن حنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال. قلت قوله: " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب " قال: النبوة، قلت: " والحكمة " قال: الفهم والقضاء " وآتيناهم ملكا عظيما " قال: الطاعة المفروضة (3).
2 - تفسير علي بن إبراهيم: ثم فرض على الناس طاعتهم فقال: " يا أيها الناس آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " يعني أمير المؤمنين عليه السلام، حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل: " فان تنازعتم في شئ فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم (4) ".
بيان: يدل على أن في مصحفهم عليهم السلام " فارجعوه " مكان " فردوه " ويحتمل

(1) مجمع البيان 3: 64 و 65.
(2) مجمع البيان: 82 طبعة صيداء.
(3) تفسير القمي: 128 و 129.
(4) تفسير القمي: 129.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 1
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 57
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 66
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 76
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 95
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 99
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 104
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 167
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 172
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 188
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 206
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 212
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 228
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 254
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 257
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 273
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 283
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 304
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 325
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 333
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 354
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 391