بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٥٠
وبقي عبد الله بن جبير في اثني عشر رجلا، وقد كانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العبدري من بني عبد الدار، فبرز ونادى: يا محمد تزعمون أنكم تجهزونا بأسيافكم إلى النار ونجهزكم بأسيافنا إلى الجنة، فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إلي، فبرز إليه أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول: يا طلح إن كنتم كما تقول * لكم خيول ولنا نصول (1) فاثبت لننظر أينا المقتول * وأينا أولى بما تقول فقد أتاك الأسد الصؤل بصارم ليس به (2) فلول * ينصره القاهر (3) والرسول فقال طلحة: من أنت يا غلام؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، قال: قد علمت يا قضم (4)، أنه لا يجسر علي أحد غيرك، فشد عليه طلحة فضربه فاتقاه أمير المؤمنين عليه السلام بالحجفة، ثم ضربه (5) أمير المؤمنين على فخذيه فقطعهما جميعا فسقط على ظهره، وسقطت الراية (6)، فذهب علي عليه السلام ليجهز عليه فحلفه بالرحم

(1) لنا نصول ولكم خيول خ ل.
(2) في المصدر: ليس له فلول.
(3) الناصر خ ل.
(4) في المصدر المطبوع: يا قضيم. وفي نسختي المخطوطة من المصدر: يا قصم بالمهملة وفي السيرة: يا أبا القصم، وفي هامشه: وقع في بعض النسخ " القصيم " مصغرا، وفي بعض آخر: " القصم " مكبرا كصرد، والذي في شرح أبي ذر: والقصم بالقاف: الكسر الذي يبان به بعض الشئ من بعضه والفصم بالفاء: الكسر الذي يبان به بعض الشئ من بعض، قلت: و الذي في النسخة أبي ذر هو الصواب، وهو الموافق لما حكاه الزرقاني في شرح المواهب عن ابن إسحاق (ج 2 ص 35). أقول: سيذكر المصنف عن الجزري انه القضم.
(5) ضرب خ ل.
(6) في الامتاع: وفي ذلك يقول الحجاج بن علاط السلمي:
لله أي مذبذب عن حرمة * أعني ابن فاطمة المعم المخولا جادت يداك لهم بعاجل طعنة * فتركت طلحة للجبين مجدلا وشددت شدة باسل فكشفتهم * بالجر إذ يهوون أخول أخولا وعللت سيفك بالدماء ولم تكن * لترده حران حتى ينهلا
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست