بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٩
وعثمان بن شماس، وعبد الله بن جحش، وسائرهم من الأنصار، وقال الباقر عليه السلام وكثير من المفسرين: إنها تتناول قتلى بدر واحد معا، وقيل: نزلت في شهداء بئر معونة " الذين استجابوا لله والرسول " قال رحمه الله: لما انصرف أبو سفيان و أصحابه من غزاة أحد فبلغوا الروحاء ندموا على انصرافهم عن المسلمين وتلاوموا، قالوا (1): لا محمدا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم (2)، قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموهم، ارجعوا (3) فاستأصلوهم، فبلغ ذلك الخبر رسول الله صلى الله عليه وآله فأراد أن يرهب العدو ويريهم من نفسه وأصحابه قوة، فندب أصحابه للخروج في طلب أبي سفيان، وقال: " ألا عصابة تشدد (4) لأمر الله تطلب عدوها فإنها انكاء للعدو وأبعد للسمع " فانتدب عصابة منهم مع ما بهم من القرح والجرح الذي أصابهم يوم أحد، ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا لا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا (5) بالأمس، وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ليرهب العدو وليبلغهم أنه خرج في طلبهم فيظنوا به قوة، وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم فينصرفوا فخرج في سبعين رجلا حتى بلغ حمراء الأسد وهو من المدينة على ثمانية أميال.
وروى محمد بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن خارجة، (6) عن زيد بن ثابت، عن أبي السائب أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله من بني عبد الأشهل كان شهد أحدا، قال: شهدت أحدا أنا وأخ لي فرجعنا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله بالخروج في طلب العدو قلنا: لا تفوتنا (7) غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) في المصدر: فقالوا.
(2) ارتدفتم خ ل.
(3) في المصدر: فارجعوا.
(4) في المصدر: تسدد.
(5) يومنا أحد خ ل.
(6) في المصدر وسيرة ابن هشام 2: 52: خارجة بن زيد بن ثابت. أقول. هذا هو الصحيح، وعبد الله هذا هو عبد الله بن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري وقد ينسب إلى جده.
(7) في السيرة: أتفوتنا.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست