بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٦١
ومن كان منهم مؤمنا، ومن كان منهم منافقا كاذبا بالنعاس، فأنزل الله عليه: " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " (1) يعني المنافق الكاذب من المؤمن الصادق بالنعاس الذي ميز بينهم.
قوله: " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان " أي خدعهم حتى طلبوا الغنيمة " ببعض ما كسبوا " قال: بذنوبهم " ولقد عفا الله عنهم " ثم قال: " يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا " يعني عبد الله بن أبي و أصحابه الذين قعدوا عن الحرب " وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض " إلى قوله:
" بصير " ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله: " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " أي انهزموا (2) ولم يقيموا معك، ثم قال تأديبا لرسوله: " فاعف عنهم واستغفر لهم " إلى قوله: " وعلى الله فليتوكل المؤمنون ".
وفى رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وما كان لنبي أن يغل " فصدق الله، لم يكن الله ليجعل نبيا غالا " ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة " من غل (3) شيئا رآه يوم القيمة في النار، ثم يكلف أن يدخل إليه فيخرجه من النار " ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (4).
قوله: " لقد من الله على المؤمنين إذا بعث فيهم رسولا من أنفسهم (5) " فهذه الآية لآل محمد عليهم السلام.
قوله: " هو من عند أنفسكم " يقول: بمعصيتكم (6) أصابكم ما أصابكم.

(١) آل عمران: ١٧٩.
(2) أي هربوا خ ل.
(3) في المصدر: ومن غل.
(4) تقدم ذكر موضع الآيات في صدر الباب (5) آل عمران: 164.
(6) لمعصيتكم خ ل.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست