بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٥٤
رسول الله صلى الله عليه وآله: " بارك الله عليك يا نسيبة ".
وكانت تقي رسول الله صلى الله عليه وآله بصدرها وثدييها (1) حتى أصابتها جراحات كثيرة، وحمل ابن قميئة (2) على رسول الله عليه وآله فقال: أروني محمدا، لا نجوت إن نجا، فضربه على حبل عاتقه ونادى: قتلت محمدا واللات والعزى، ونظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجل من المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ظهره وهو في الهزيمة، فناداه: " يا صاحب الترس ألق ترسك ومر (3) إلى النار " فرمى بترسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا نسيبة خذي الترس، فأخذت الترس، وكانت تقاتل المشركين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان ".
فلما انقطع سيف أمير المؤمنين عليه السلام جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إن الرجل يقاتل بالسلاح، وقد انقطع سيفي، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ذا الفقار، فقال: قاتل بهذا، ولم يكن يحمل على رسول الله صلى الله عليه وآله أحد إلا استقبله (4) أمير المؤمنين عليه السلام، فإذا رأوه رجعوا، فانحاز رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ناحية أحد، فوقف، وكان القتال من وجه واحد، وقد انهزم أصحابه، فلم يزل أمير المؤمنين عليه السلام يقاتلهم حتى أصابه في وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه ورجليه تسعون جراحة فتحاموه (5)، وسمعوا مناديا (6) من السماء:
لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.
فنزل جبرئيل على رسول الله (7) صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد هذه والله المواساة،

(1) في المصدر المطبوع بيديها وصدرها وثدييها. وفي المخطوط: بصدرها ويديها.
(ثدييها خ ل).
(2) قمية خ ل أقول: الصواب ما اخترنا في المتن.
(3) وسر خ ل.
(4) ويستقبله خ ل. أقول: هو الموجود في المصدر المخطوط، وحذف العاطف في المطبوع.
(5) في المصدر المطبوع: فتخامره. وفي المخطوط: فتحاموه. فتهابوه خ ل.
(6) دويا خ ل. أقول. هو الموجود في المصدر المطبوع والمخطوط.
(7) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله خ ل.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست