بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٤٤
" فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله " أي كافينا الله (1) وولينا وحفيظنا والمتولي لامرنا " ونعم الوكيل " أي نعم الكافي والمعتمد والملجأ الذي يوكل إليه الأمور " فانقلبوا " أي فرجع النبي صلى الله عليه وآله ومن معه من أصحابه " بنعمة من الله وفضل " أي بعافية من السوء وتجارة رابحة " لم يمسسهم سوء " أي قتل، عن السدي ومجاهد، وقيل: النعمة ههنا: الثبوت على الايمان في طاعة الله، والفضل: الربح في التجارة، عن الزجاج، وقيل: أقل ما يفعله الله تعالى بالخلق فهو نعمة، وما زاد على ذلك فهو الموصوف بأنه فضل، والفرق بين النعمة والمنفعة أن النعمة لا تكون نعمة إلا إذا كانت حسنة، والمنفعة قد تكون حسنة، وقد تكون قبيحة، وهذا لان النعمة تستحق بها الشكر، ولا يستحق الشكر بالقبيح " واتبعوا رضوان الله " بالخروج إلى لقاء العدو " والله ذو فضل عظيم " على المؤمنين (2).
قوله تعالى: " فما لكم في المنافقين فئتين " أقول: قد مر تفسيره في باب جوامع الغزوات.
قوله: " ولا تهنوا " أي لا تضعفوا، قال الطبرسي: قيل نزلت في الذهاب إلى بدر الصغرى لموعد أبي سفيان يوم أحد، وقيل: نزلت يوم أحد في الذهاب خلف أبي سفيان وعسكره إلى حمرآه الأسد.
قال ابن عباس وعكرمة: لما أصاب المسلمون ما أصابهم يوم أحد وصعد النبي صلى الله عليه وآله الجبل جاء أبو سفيان فقال: يا محمد لنا يوم، ولكم يوم، فقال صلى الله عليه وآله:
أجيبوه، فقال المسلمون: لا سواء قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار، فقال أبو سفيان:
لنا عزى ولا عزى لكم. فقال النبي صلى الله عليه وآله قولوا:
الله مولانا ولا مولى لكم.
فقال أبو سفيان:

(1) في المصدر: أي الله كافينا.
(2) مجمع البيان 2: 535 و 539 - 541.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست