بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٣
مبطنين الانكار والتكذيب " يقولون " في أنفسهم أو إذا خلا بعضهم إلى بعض، وهو بدل من " يخفون " أو استيناف على وجه البيان له " لو كان لنا من الامر شئ " كما وعد محمد صلى الله عليه وآله، وزعم (1) أن الامر كله لله ولأوليائه، أو لو كان لنا اختيار وتدبير لم نبرح كما كان رأي ابن أبي وغيره " ما قتلنا هيهنا " ما غلبنا، ولما قتل من قتل منا في هذه المعركة " قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم " أي لخرج الذين قدر الله عليهم القتل وكتب في اللوح المحفوظ إلى مصارعهم، ولم تنفع الإقامة (2) بالمدينة، ولم ينج منه أحد " وليبتلي الله ما في صدوركم " ليمتحن ما في صدوركم ويظهر سرائرها من الاخلاص والنفاق، وهو علة فعل محذوف أي وفعل ذلك ليبتلي، أو عطف على محذوف، أي لبرز لنفاذ القضاء، أو لمصالح جمة ولابتلاء، (3) أو على قوله: " لكيلا تحزنوا ".
" وليمحص ما في قلوبكم " وليكشفه ويميزه أو يخلصه من الوساوس " والله عليم بذات الصدور بخفياتها قبل إظهارها، وفيه وعد ووعيد وتنبيه على أنه غني عن الابتلاء، وإنما فعل ذلك لتمرين المؤمنين، (4) وإظهار حال المنافقين " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا " يعني إن الذين انهزموا يوم أحد إنما كان السبب في انهزامهم أن الشيطان طلب منهم الزلل فأطاعوه واقترفوا ذنوبا (5) بترك المركز والحرص على الغنيمة أو الحياة فمنعوا التأييد وقوة القلب لمخالفة النبي صلى الله عليه وآله، وقيل: استزلال الشيطان توليهم، وذلك بسبب ذنوب تقدمت لهم، فإن المعاصي يجر بعضها بعضا كالطاعة، وقيل:
استزلهم بذكر ذنوب سلفت منهم وكرهوا (6) القتل قبل إخلاص التوبة والخروج

(1) في المصدر: أو زعم.
(2) في المصدر: ولم ينفعهم الإقامة.
(3) في المصدر: أو للابتلاء.
(4) في المصدر: لتمييز المؤمنين.
(5) في المصدر: واقترفوا ذنوبا لمخالفة النبي صلى الله عليه وآله بترك المركز.
(6) في المصدر: فكرهوا.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست