بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٤١
تردي (1) بأسد كرام لا تنابلة * عند اللقاء ولا خرق معاذيل (2) فظلت عدوا أظن الأرض مائلة * لما سموا برئيس غير مخذول وقلت: وي (3) لابن حرب من لقائكم * إذا تغطمطت البطحاء بالجيل إني نذير لأهل السير (4) ضاحية * لكل ذي إربة منهم ومعقول من جيش أحمد لا وخش (5) تنابلة * وليس يوصف ما أثبت بالقيل قال: فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه، ومر به ركب من عبد القيس فقال:
أين تريدون؟ قالوا: نريد المدينة نريد الميرة، فقال: فهل أنتم مبلغون عني محمدا رسالة أرسلكم بها إليه، وأحمل لكم إبلكم هذه زبيبا بعكاظ (6) غدا إذا وافيتمونا؟
قالوا: نعم، قال: إذا جئتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا الكرة إليه وإلى أصحابه (7) لنستأصل بقيتهم، وانصرف أبو سفيان، ومر الركب برسول الله صلى الله عليه وآله وهو بحمراء الأسد فأخبروه بقول أبي سفيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه: حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله بعد الثالثة إلى المدينة وقد ظفر في وجهه

(1) أي تسرع.
(2) في السيرة: ولا ميل معازيل. والميل جمع أميل. وهو الذي لا رمح له، وقيل: هو الذي لا ترس له. وقيل: هو الذي لا يثبت على السرج ومعازيل بالزاي في المصدر والسيرة وهم الذين لا سلاح معهم.
(3) في المصدر والسيرة: فقلت: ويل.
(4) السيل خ ل أقول: في المصدر: السبل. وفي السيرة. البسل. والبسل: الحرام.
أراد أهل مكة. والإربة: العقل.
(5) لا وحش خ. أقول: في السيرة: لا وحش قنابلة. وقنابلة جمع قنبلة وهي القطعة من الخيل.
(6) عكاظ: سوق من أسواق العرب، كانت العرب تجتمع فيها في الأشهر الحرم وتقوم أسواقهم بها، ويتناشدون الاشعار ويتحاجون، ومن له أسير سعى في فدائه، ومن له حكومة ارتفع إلى الذي يقوم بأمر الحكومة، ثم يقفون بعرفة ويقضون مناسك الحج ويرجعون إلى أوطانهم.
(7) في المصدر: الكرة عليه وعلى أصحابه. وفى السيرة: السير إليه وإلى أصحابه.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست